top of page
متى ينتهي هذا الجدال غير علمي؟!
الديوانية الكويتية بين الماضي والحاضر
الديوانية الكويتية بين الماضي والحاضر
الديوانية الكويتية بين الماضي والحاضر
بين الأمس... واليوم!
... الفجور في الخصومة!
استعجلوا... قانون الافلاس الجديد!
استعجلوا... قانون الافلاس الجديد!
النفيسي واللورد تريفليان
مشاريع ومبادرات التعليم والصحة!
مكتب النائب ماجد المطيري
لماذا نتجاهل دارون ونظرياته؟
لماذا نتجاهل دارون ونظرياته؟
سواد لبنان القادم لنا
موسم الحصاد
الجنسية الكويتية
نبيها عفو
فن البحث في توافه الأمور!
من أوجد الفساد... نحن أم هم؟
شمعة تونس
الشيخ جابر ورافي شنكر
تصريف العاجل!
تصريف العاجل!
تفسخ وتفكك...!
الأصل في حياة الناس أن يكون هناك انسجام بين مبادئهم ومصالحهم. وتكون مهمة الثقافة والمجتمع تأسيس المعايير والنظم التي تساعد على تحقيق مصالح الأفراد، وتلبية رغباتهم وطموحاتهم، على هدي المبادئ العامة التي تمثل العمود الفقري للعقيدة الاجتماعية.
ويحدث الضعف والوهن الاجتماعي حين يشعر الناس أنه لا يمكن لهم أن يحققوا مصالحهم المشروعة من خلال العقيدة الاجتماعية السائدة والنظم المعمول بها، فيصيرون إلى تحقيقها بطريقتهم الخاصة، لكن ليس من دون انحطاط أخلاقهم!
وهذا ما يحصل اليوم من انتشار المخدرات في مجتمع صغير نظيف محافظ يرتكز على قيم وأخلاقيات أصيلة، ولكن هذا لا يبرر ارتكاب جرائم المتاجرة أو البيع أو تعاطي المخدرات! يوجد القلة القلية من أبناء المجتمع الذين يكافحون من أجل إحياء فاعلية النظم، والبرهنة على أنه يمكن تحقيق الرغبات والطموحات المشروعة من خلال النظام، لكن الثمن سيكون الشعور بالهزيمة وخيبة الأمل، حيث يمتلكهم الشعور بأن الأكثرية على خطأ.
والابتلاء الإلهي لنا في هذه الحياة يقضي بعدم تطابق مصالحنا مع مبادئنا دائماً، ليرى الله - جل وعلا - كيف نتصرف وعلى أيهما نضغط في حالات الشدائد والمكاره، هل نتراجع عن المصلحة في سبيل إنقاذ مجتمع من التفكك والتفسخ الاجتماعي، أو تغلب المصلحة على المبادئ ونغرق المجتمع بالرذائل والمعاصي والمآثم كتجارة وبيع وتعاطي المخدرات، وخلع الحجاب، والسماح بالتشبه والشذوذ والمثلية الجنسية، ولبس اللباس الفاضح اللاأخلاقي، والسباحة على الشواطئ العامة بلباس عارٍ، وغيرها من آفات تغليب المصالح على المبادئ، وأشدها خباثة وخزي المثلية الجنسية وتجارة وبيع وتعاطي المخدرات.
وهنا يمكن أن نقول بكل صراحة وشفافية: إنه لم يحدث ان شعر جميع أفراد مجتمع بأن مصالحهم متطابقة دائماً مع مبادئهم، ويمكن الوصول إليها عن طريقها بشكل مستمر، فلابد من وجود أفراد يشعرون باستحالة تحقيق وجودهم العام إلا من خلال الخروج على النظام (وهذا ليس مبرراً أو حجةً على انتشار الرذائل بين أفراد المجتمع).
ولكن المهم هو النسبة، فالمجتمع المعافى يشعر الكثير من أبنائه بالانسجام بين المبادئ والنظم والمصالح. وهو بتلك الكتلة الضخمة يستطيع تحجيم الشواذ والمنحرفين ومرضى النفوس والخارجين على النظم، كما أنه يستطيع تحمل الإفرازات السلبية لسلوكاتهم. ولكن الطامة الكبرى والمشكلة المعضلة حين يرتب الواقع الاجتماعي العقوبات والخسائر وتفويت المصالح على كل من يلتزم بقيم المجتمع ومُثله، ويأتي البيوت من أبوابها المشروعة.
ليس حل هذا الإشكال بالأمر اليسير، حيث إنه مرتبط بعوامل عدة أهمها: وجود فجوة وهوّة كبيرة بين جيل الآباء وجيل الأبناء، فلا الأبناء قادرون على فهم طبيعة التفكير لدى آبائهم، ولا الآباء قادرون على استيعاب تطلعات أبنائهم ورغباتهم، وهذا الوضع يمثل مصدراً مهماً للمعايير الاجتماعية المزدوجة، كما أنه يساعد على وجود توترات اجتماعية عديدة، ويدفع إلى حدوث تغييرات متسارعة، لا يتمكن المجتمع من التكيف معها، هذا على الصعيد الأسري. أما على الصعيد المجتمعي حل الإشكال مرتبط بتقدمنا في المجالات الاقتصادية خاصة والتربوية عامة.
بالإمكان إيجاد المؤسسات والدوائر المساندة، لتنهض بالمجتمع اقتصادياً وتربوياً، ويمكن تقرير بعض المواد التي تدرس القيم والعادات والتقاليد والتغير الاجتماعي وأنماط السلوك لمحاصرة الظاهرة السلبية ومنعها من التوسع والانتشار.
bottom of page