top of page

الناخب ونواب المصالح...!

تركي العازمي.jpg

على مائدة الغداء «المفطح» جلس بجانبي قريب وصديق طفولة، وأثناء الحديث عن الأجواء الانتخابية وبورصة المرشحين، وهو يعلم انني أنوي الترشح، قال «كل النواب يتحدثون عن الإصلاح وهم فقط يريدون تحقيق مصالحهم»؟

هذا التعميم في غاية الخطورة، ولا ألوم ابن العم أو أي ناخب أو ناخبة يحمل هذا الانطباع لأنها ثقافة «صورة ذهنية» رسمتها باتقان الحكومات السابقة ونفذها أغلبية من وصلوا إلى قبة البرلمان إلا من رحم ربي.

الحقيقة التي غابت عن أحبتنا هي، ماذا عن التشريعات الجيدة لقوانين خدمة البلاد والعباد؟ أليست من قبل نواب مجلس الأمة... جميع التشريعات تأتي من مجلس الأمة بما فيها القوانين غير الشعبية.

إن الفرد المؤهل ليكون عضو مجلس أمة، وإن حمل فكراً وبرنامجاً انتخابياً جيداً يريد تحقيقه فهو لا يستطيع بلوغ غاياته السامية... كيف؟

لدينا مبادرات كثيرة قدمت للحكومات السابقة تخص التعليم، الرعاية الصحية، البنية التحتية، الإسكان، المستوى المعيشي، الوضع الاقتصادي، الطرق، المناقصات وغيرها... مبادرات كتبت ونشرت عبر الأثير لكنها لم تر النور بسبب حالة الفوضى والعبث السياسي والمصالح الضيقة التي لا تخدم المصلحة العامة.

الشاهد ان المرشح قد يملك مالاً ويبحث عن وجاهة وزيادة رصيده المالي، ومرشح آخر يملك قاعدة انتخابية عبر علاقاته الاجتماعية ويريد أن يحقق مصالحه من المال السياسي، المناصب والخدمات.

لكن المرشح «الصح» هو من يملك ثقافة إصلاحية مختلفة نوعاً ما في التعامل مع الحكومة الجديدة والتي أصبحنا في أمس الحاجة لمثل هؤلاء المرشحين لإنقاذ البلد مما مر به من كوارث وتخلف.

الجميع من دون استثناء لمس تغييرات إصلاحية على أرض الواقع عنوانها القضاء على الفساد، وقف التعيينات الباراشوتية، والقضاء على الواسطة... وهذا يعني «إذا لك حق راح تآخذه»!

والشاهد، انه بعد الخطاب السامي لحضرة صاحب السمو أمير البلاد، حفظ الله ورعاه، والذي ألقاه سمو ولي العهد الشيخ مشعل الأحمد، حدد مهمة الناخب/الناخبة في المرحلة المقبلة حيث طالبهم بحسن اختيار أعضاء مجلس الأمة بين المرشحين.

حسن الاختيار يعني رجال دولة يعرفون ويتقنون مهام التشريع والرقابة الملقاة على عاتق عضو مجلس الأمة تحت قبة عبدالله السالم وفي لجانه.

حسن الاختيار يعني اختيار من لديه القدرات والإمكانات التي تؤهله ليكون ممثلاً عن الجميع ويعمل مع الحكومة الإصلاحية القادمة التي لمسنا بوادر طيبة منها... أعني اختيار المصلح لا الصالح حيث صلاح الفرد لنفسه.

الزبدة:

انتهى عصر المصالح الضيقة حسب ما أراه، وأتمنى أن يأتي اليوم الذي يذهب فيه الصوت «الأمانة» لمن يستحق.

إنه الاختبار الحقيقي للرد على مضمون الخطاب السامي لحضرة صاحب السمو، عبر اختيار نواب غير مرتبط بالأنفس وميولها، بل اختيار مبني على أسس ومعايير رجل دولة ليستطيع المساهمة في بناء الوطن وعودة الكويت إلى سابق عهدها كدرة للخليج... الله المستعان.

bottom of page